بسم الله الرحمن الرحيم ..
تعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال من أخطر الظواهر التي تقف في وجه تقدم المجتمع,وتهدد تماسكه.
لذلك توجهت الأنظار من أجل العمل على إيجاد نظام لحماية الأطفال من كافة أنواع العنف.
العنف :
عرفت منظمة الصحة العالمية بأنه "الاستخدام القصدي أو العمدي للقوة أو السلطة، أو التهديد بذلك، ضد الذات أو ضد شخص آخر أو عدد من الأشخاص أو المجتمع بأكمله و قد يترتب علي ذلك أذى أو موت أو إصابة نفسية أو اضطراب في النمو أو حرمان".
تعريف الطفل :
يعرَّف الطفل في اتفاقية حقوق الطفل بأنه "كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر من العمر" .
حجم ظاهرة العنف في منطقة الشرق الأوسط :
أن البيانات المتوفرة حول حجم ظاهرة العنف ضد الأطفال في دول المنطقة قليلة بشكل عام، وترجع معظم الدراسات أسباب عدم توفر البيانات حول ظاهرة العنف ضد الأطفال إلى:
* حساسية هذه القضية خاصة في بعض المواقع مثل الأسرة .
* محدودية التبليغ عن مثل هذه الحوادث.
* غياب الوعي بالآثار السلبية لهذه الممارسات على الأطفال.
* وأخيرا كون الموضوع لم يحظى بالأهمية بين الدارسين والباحثين إلا في الآونة الأخيرة.
* من الملاحظ أن العنف الأسري الذي يستهدف الأطفال أصبح ظاهرة في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة.
- ففي الأردن شهد عام 1998 حوالي 270 حالة إساءة جسدية وجنسية وإصابات للأطفال، وكثير من هذه الاعتداءات أسرية.
وفي عام 1999 سجلت 522 حالة.
وفي عام 2000 سجلت 613 حالة.
أي أن الوضع في تزايد ..
- وفي اليمن تم تقدير حجم ظاهرة العنف الأسري بحوالي 20% من حجم الجرائم العامة التي تخص قضايا الأسرة في عام 1999.
- وفي الكويت شهد عام 2002 تزايدا ملحوظًا في معدلات جرائم العنف الأسري ضد الأطفال.
- أما في مصر فقد أظهرت نتائج احدى الدراسات ان 65% من الجرائم التي ترتكب ضد الأطفال تحدث من اسرته، و قد مثل التعذيب نسبة 8%، والضرب نسبة 7% .
حجم المشكلة في السعودية:
أظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها مركز أبحاث مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية مؤخرا، تفشي ظاهرة إيذاء الأطفال في المجتمع السعودي بشكل عام.
فقد أتضح أن:
45% من الأطفال المشاركون في الدراسة كانوا يتعرضون لصورة من صور الإيذاء في حياتهم اليومية بحيث أن:
# 21 % من الأطفال يتعرضون للإيذاء بشكل دائم.
# 24% من الأطفال السعوديين يتعرضون للإيذاء أحيانا.
أنواع العنف :
1) العنف الجسدي:
الأذى الجسدي الذي يلحق بالطفل على يد أحد والديه أو ذويه وهو لا ينجم بالضرورة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل بل قد ينتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة أدت إلى إلحاق ضرر بالطفل.
وله عدة أنواع:
1- النوع القاتل: وهو فقدان الطفل لحياته نتيجة للشدة والقسوة في معاملة الطفل.
2- النوع الخطر: وهو ما ينتج عنه إصابات خطيرة مثل الكسور، إصابات الرأس، الإصابات الداخلية، الحروق الشديدة.
3- النوع الأقل أثرا ً: وهو ما يكون مصحوبا بآثار على الجسم مثل التجمعات الدموية ( الكدمات ) حول العينين ، الأنف، الفم، أو اليدين أو أي مكان آخر بالجسم مما يترك أثراً نفسياً على الطفل.
2)العنف الجنسي :
كل إثارة يتعرض لها الطفل عن عمد وذلك بعرضه للمشاهد الفاضحة أو الصور الجنسية أو العارية أو غير ذلك من مثيرات كتعمد ملامسة أعضائه التناسلية أو حثه على لمس أعضاء شخص أخر أو تعليمه عادات سيئة كالاستمناء مثلا .
وصوره :
- الاتصال الجنسي: وهو قيام فرد راشد باتصال جنسي مع الطفل.
- سفاح المحارم : وهو قيام أحد الأبوين أو أحد الأقارب أو كافل الطفل بعمل علاقة جنسية معه.
- الاغتصاب: وهو تعرض الطفل للاعتداء الجنسي بالقوة من قبل أي فرد راشد.
- الشذوذ الجنسي: وهو الاعتداء الجنسي الشاذ على طفل من قبل فرد راشد مماثل له في الجنس.
- التحرش الجنسي: وهو قيام شخص راشد بإلاساءة الجنسية ضد الطفل بالكلام أو الفعل بدون حدوث أي اعتداء أو اتصال جنسي.
- الاستغلال الجنسي: وهو قيام الراشد بإغراء واستدراج الطفل لاستغلاله جنسياً.
- أجبار الطفل على مشاهدة أو توزيع الصور أو الأفلام الإباحية.
3)الإهمال:
وينقسم إلى خمسة أنواع:
أ ) الإهمال العاطفي:
وهو عدم إشباع حاجات الطفل العاطفية الضرورية مثل الحاجة للحب والتقدير وتعريض الطفل للمواقف العاطفية السلبية، مثل السماح للطفل بمشاهدة المشاجرات والخلافات بين الوالدين , وتشجيع الطفل على ارتكاب السلوك الجانح.
ب) الإهمال الطبي:
وهو عدم توفير الرعاية الطبية اللازمة للطفل مثل العرض على طبيب أو عدم توفير العلاج والدواء و التطعيمات اللازمة للطفل.
ج) الإهمال الجسدي:
وهو الإخفاق في حماية الطفل من الأمور الخطرة، وعدم توفير الحاجات الأساسية للطفل، مثل الأكل والشرب والمسكن والتدفئة والنوم والهواء النقي، أو ترك الطفل لوحده بدون إشراف.
د) الإهمال التعليمي التربوي التوجيه :
وهو عدم توفير التعليم الأساسي أو رفض تسجيل الطفل بالمدرسة، أو تشجيع الطفل على الغياب عن المدرسة، وعدم المتابعة المستمرة لأوضاعه الدراسية أو حتى عدم توجيهه إلى الصواب وتركه يفعل ما شاء .
هـ) الإهمال الفكري:
وهو الإخفاق في تشجيع الطفل على اكتساب الخبرات الجديدة ، وعدم التدريب على الاستقلالية الفكرية، أو سلب حقوقه أو ممتلكاته الفكرية.
4)العنف النفسي أو العاطفي :
هو التعامل السلبي مع الطفل عاطفياً أو نفسياً وهو النوع الذي يهاجم النمو العاطفي للطفل وصحته النفسية سواء كان لفظياً بالسب والشتم أو حركياً بإشارات تعبر عن الإهانة النفسية للطفل.
وأشكاله :
- الرفض: وهو عدم توفير الشخص الراشد لحاجات الطفل الأساسية.
- الإزدراء : وهو نوع من التصرف يجمع بين الرفض والذل فمثلا يرفض أحد الوالدين مساعدة الطفل ويرفض الطفل نفسه وقد ينادى الطفل بأسماء تحط من قدره .
- العزل: وهو عزل الطفل عن اكتساب التجارب الاجتماعية.
- الترهيب: وهو التهجم على الطفل لخلق جو من الرعب والخوف والهلع في نفسه.
- التجاهل: وهو تجاهل النمو العاطفي، والتطور الثقافي للطفل ، ويتضمن إهمالا محاولات الطفل التفاعل مع الكبار مثل اللمس والكلام والقبلة والحضن والوالدان هنا يشعران الطفل انه غير مرغوب فيه عاطفياً..
- الإفساد: وهو تشجيع الطفل أو إجباره على القيام بسلوك تدميري كالتسول والسرقة والبغاء، أو حث الطفل واستغلاله في تعاطي أو ترويج مواد ضارة أو قاتلة كالمخدرات والمنشطات والمسكرات والمواد السامة.
- الإساءة اللفظية والحركية: وهو التلفظ بعبارات سيئة ونابية للطفل ، أو القيام بحركات وإشارات تعبر عن الإهانة النفسية للطفل.
أنواع العنف ضد الأطفال في السعودية:
أكدت دراسة حديثة فى السعودية أن:
# العنف النفسي : هو أكثر أنواع الإيذاء انتشاراً (33.6 %).
وكان أهم أنواعه :
1- الحرمان من المكافأة المادية أو المعنوية (36%).
2- التهديد بالضرب (32%).
3- السب بألفاظ قبيحة والتهكم (21%) .
4- ترك الطفل في المنزل وحيدا مع من يخاف منه (خاصة الخادمات لأنها لن تكون أحن ولا أرفق من أمه أو أهله).
# العنف الجسدي : ومثل نسبة 25.3 % , وكان في الغالب مصحوبا بإيذاء نفسي.
وكانت أكثر صور العنف الجسدي انتشاراًهي :
1- الضرب المبرح للأطفال(21%) .
2- تعرض الطفل للصفع (20%)
3-القذف بالأشياء التي في متناول اليد (19%)
4- الضرب بالأشياء الخطيرة (18%)
[color=#4169E1] # الإهمال : كان ممثل بنسبة 23.9%
أسباب حدوث العنف ضد الأطفال :
ترجع معظم الدراسات أسباب تزايد العنف ضد الأطفال في مجتمعاتنا إلى مجموعة من العوامل بما في ذلك العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية السائدة.
1-أسباب اقتصادية:
مثل الظروف الاقتصادية الصعبة ، و تزايد معدلات الفقر والبطالة .
وأكدت الدراسة السابقة في السعودية أن إيذاء الأطفال يحدث بصورة أكبر في الأسر:
ذات الدخل المنخفض، فقد بلغت نسبة العنف ضد الأطفال 29.5 % في الأسر التي يقل دخلها عن 3000 ريال سعودي شهريا.
2- أسباب اجتماعية أو نفسية :
- مثل التفكك الأسري، الخلافات الزوجية والصراع الأسري أو الطلاق بين الوالدين ، كبر حجم الأسر، تعدد الزوجات و انشغال الآباء عن أبنائهم .
- الإدمان على المخدرات والخمور.
- خروج الأم للعمل وحرمان الطفل من العطف والحنان ، وترك الطفل مع الخادمة .
- ضعف الإحساس بالمسؤولية تجاه أفراد الأسرة.
- الضغوط النفسية التي يعانيها أحد الوالدين كتعرضه للاكتئاب الشديد مثلا و التي تؤثر تأثيراً كبيراً في رعاية الطفل.
- تعرض أحد الوالدين للإساءة في طفولته
- وجود طفل معاق وغالباً ما يكون ضحية الإهمال ، الفقر والفشل في توفير المأكل والمسكن المناسب والرعاية الطبية .
أكدت نتائج دراسة حديثة في السعودية أن أكثر فئة من الأطفال تعرضاً للإيذاء النفسي هم الأطفال :
* ذوى الوالدين المنفصلين ( 58%)
* المتوفى آباؤهم (23.6%)
* المتوفى أمهاتهم ( 18.8%)
* المتوفي كلا والديهما( 10%)
3-أسباب ثقافية :
المفاهيم الثقافية السائدة حول أساليب التنشئة السائدة والتي تقوم على افتراض أن "التنشئة الصالحة" تقتضي استخدام العقاب سواء الجسدي أو اللفظي . وغياب الوعي بأساليب التنشئة السليمة.
4- وسائل الإعلام والبرامج التي تشجع على العنف:
و ذلك من خلال بث أفلام وبرامج الأطفال المليئة بالعنف وكذلك بعض أشرطة البلاي ستشين .
5- قصور التشريعات الوطنية المعنية بحماية الطفولة على كافة المستويات وعدم تفعيل قوانين الحماية، وغياب إلزامية التبليغ عن الحالات.
" وإن كان ..
لا يوجد عذر للاعتداء على الأطفال وقتل براءتهم وسلب طفولتهم بغير وجه حق .. "
انتظر البقية... وارجوا عدم الرد